تتأثر الحواس عند الأطفال ذوي إضطراب التوحد بما حولهم بدرجة أقل أو أكبر بكثير من غيرهم وقد أدي ذلك إلي التركيز علي تطوير برامج معينة ومحددة لعلاج هذا الإختلاف كالعلاج الحسي.
ويقول الدكتور عادل عبدالله محمد أستاذ التربية الخاصة بكلية التربية جامعة الزقازيق إن ذلك يمثل أسلوبا علاجيا يعمل علي تحسين الطريقة التي يستقبل بها الأطفال لكل ما يحدث من حولهم، كما يؤثر علي تفاعل هؤلاء الأطفال مع هذه الأحداث.
ومن أهم الألعاب المستخدمة في العلاج بالتكامل الحسي ألعاب الجمنزيوم ذات الأصوات والإضاءة والعديد من الألعاب التي تعتمد علي اللمس وعادة ما يتم إستخدام هذا الأسلوب العلاجي وتفعيله في غرفة يتم إعدادها لهذا الغرض تعرف بغرفة الحواس تتضمن العديد من التجهيزات التي تعمل علي تحقيق الهدف منه حيث تساعد علي تنمية الحواس.
ويضيف الدكتور عادل عبدالله، أنه من المعروف أن أطفال التوحد تكون طريقة إحساسهم بالأشياء عن طريق أي من الحواس الخمس أكثر حدة قياسا بالأطفال العاديين وهو ما يجعل إستجاباتهم اللمسية أو السمعية أو البصرية أو الشمسية أو التذوقية تتسم بالتطرف مما يجعلهم في حاجة إلي التكييف مع تلك البيئة وذلك عن طريق طرق عدة مثل إستخدام المخدات أو المراتب في سبيل الضغط علي الطفل ومخاطبة حاسة اللمس، العلاج بإستخدام الصوت ومخاطبة حاسة السمع بإستخدام الألعاب الناطقة، وألعاب الكمبيوتر، وكل أنواع الموسيقي مع إستخدام الصوت إلي جانب التصفيق معا، وإستخدام الأغاني والأناشيد، أما بالنسبة للشم فيمكن إستخدام أدوات لعب تتضمن الرائحة المرغوبة لدي الطفل.
ويستفاد من هذا الأسلوب في تعليم الطفل كيف يلعب مع الأطفال الآخرين، أو كيف يتناول أنواعا من الأطعمة فيتقبل أنواعا مختلفة منها وذات درجات حرارة مختلفة، ولابد أن يكون الطفل مهيئا للإشتراك في النشاط قبل أن نعرضه له، وأن يتم العلاج وفق خطة محددة علي أن يتم التوقف في أي وقت خلال البرنامج إذا ما شعر الطفل بالإنزعاج أو عدم الراحة، وعندئذ يمكن أن نلجأ إلي أي أسلوب علاجي آخر إذا استلزم الأمر ذلك.
والهدف من علاج إضطراب التكامل الحسي هو مساعدة الطفل في التغلب علي نفوره من أشياء مختلفة فقد يرفض الطفل علي سبيل المثال أن يتناول أي أطعمة تختلف درجة حرارتها عن درجة حرارة الغرفة أو تكون درجة حرارتها أبرد منها، وفي هذه الحالة يتم التقديم التدريجي لأطعمة أدفأ أو أبرد أو تختلف في طبيعتها وهو الأمر الذي قد يستغرق وقتا ليس بالقصير، ومن أهم الفوائد التي تترتب علي علاج إضطراب التكامل الحسي أن الطفل يتعلم مواجهة تلك المثيرات التي لا تسبب له الراحة، والإشتراك في الأنشطة التي تجلب له المتعة.
الكاتب: منال بيومي.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.